السلام
عليكم ورحمة الله وبركاتة
استغلال الإنترنت لنشر الدعوة:
لا جدال في أن شبكة الإنترنت تُعد ثورةً كبيرة في عالم الاتصالات، إذ أصبحت
أقوى وسيلة إعلامية عالمية من حيث التأثير، ووصل عددُ مستخدمي الإنترنت في
العالم إلى ما يزيد عن 500 مليون مستخدم، والواجب يحتم علينا -نحن
المسلمين- أن نستفيد من هذه الثورة الإعلامية والاتصالية قبل غيرنا من بني
البشر، باعتبار عالمية رسالة الإسلام التي نحملها، ويجب علينا إبلاغُها لكل
من يحيا على هذه الأرض.
ولقد فتحت هذه الشبكة الدولية العظيمة
آفاقًا جديدة للدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي، واستغلالها فى الدعوة أصبح
ضرورةً ملحة، إلى جانب كل ما وصل اليه العلم من وسائل إعلامية كالطباعة
والتصوير والكمبيوتر والإذاعة والتلفاز وخصوصًا الإذاعات الموجهة والقنوات
الفضائية.
.وإذا نظرنا إلى شبكة الإنترنت كوسيلة للدعوة إلى
الإسلام نجدها تتميز بمجموعة من الخصائص التي تجعلها وسيلة أكثر حيوية
وتأثيرًا من أي وسط إعلامي آخر.
ومن هذه الخصائص:
1- الاندماج:
فقد
أحدثت الإنترنت نوعًا من الاندماج بين خصائص الوسائط الإعلامية الأخرى:
إذاعة، تلفاز، صحف ومجلات، فهي تجمع بين الكلمة المكتوبة والصوت والصورة
والفيديو فى وسيط واحد هو الإنترنت، وتجمع كذلك بين التربية والتعليم
والتثقيف والترفيه.
2- الانتشار:
فقد بلغ عدد المستخدمين
للإنترنت فى العالم أكثر من 500 مليون، وهذا الرقم فى زيادة مستمرة، وحسب
أحدث الدراسات فإن مستخدمي الإنترنت هم أكثر الشرائح حيوية فى المجتمعات،
إذ إن 75% من هؤلاء المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 16 و44 عاما، و45% من
هؤلاء أكملوا دراساتهم الجامعية.
وتشير دراسةٌ بريطانية إلى أن
الراديو أمضى 38 سنة قبل أن يصل إلى 50 مليون نسمة من البشر، أما التلفاز
فقد احتاج إلى 6 سنوات، والكمبيوتر 13 سنة، أما الإنترنت فقد استمرت خمس
سنوات فقد لتصل إلى خمسين مليون نسمة.
3- التفاعلية:
فقد أحدثت
الإنترنت نوعا من التفاعلية بين المشاهد وبين مصدر المعلومات؛ ففى التلفاز
المشاهد مجرد مستقبل لا يستطيع أن يشارك، والراديو كذلك، أما الإنترنت
فتتيح للمشاهد أو المستخدم أن يشارك في هذه المعلومات عن طريق قنوات
الحوارchatting، والاستطلاعات والإدلاء بالرأي في القضايا المختلفة.
4-
سهولة الاتصال:
فقد أصبح البريد الإلكتروني e-mail من أسرع وأرخص وسائل
الاتصال فى العالم، وتستطيع من خلاله نقل ملفات نصوص تحتوى على عشرات
الصفحات فى أقل من دقيقة لأي شخص في العالم.
5- سهولة نقل وتخزين
المعلومات والبيانات:
فعن طريق الإنترنت تستطيع أن تنقل كميات كبيرة من
الصور والمعلومات والوثائق، ويسهل عليك تخزينها وحفظها فى ثوان معدودة فى
مخزن الكمبيوتر.
أما عن الوسائل الممكنة عبر الإنترنت لنشر
الدعوة الإسلامية فيمكن تحديدُها في الآتي:
1- إنشاء مواقع إسلامية تقدم
للإسلام الصحيح صورة سهلة وجذابة ومشوقة.
2- نشر الصحف الإسلامية
على الشبكة.
3- توفير الكتب الإسلامية المختلفة من خلال المواقع
الإسلامية والعربية، وخاصة أمهات كتب التراث، كتفاسير القرآن وترجمات
معانيه باللغات المختلفة، وكتب الأحاديث، والموسوعات الفقهية.
4-
استغلال غرف المحادثة والحوار عبر العديد من المواقع ومحركات البحث في عرض
دعوة الإسلام على الآخرين، وهذه وسيلة طيبة ومثمرة، وقد جربها بعضُ الدعاة
وأسلم على أيديهم الكثيرون من جنسيات مختلفة.
5- استخدام البريد
الإلكتروني للدعوة إلى الله، وهو وسيلة جيدة للدعوة ومكملة للوسائل الأخرى،
فباستخدام البريد الإلكتروني يمكن توجيهُ دعوة الإسلام إلى ملايين من
العناوين الإلكترونية، ويمكن اختيارُ شريحة ذات مواصفات معينة لكي تصلها
الدعوات. ويتم ذلك إما بالمراسلة الفردية، أو بالاتفاق مع شركات الإنترنت
التي تقدم الخدمات البريدية مقابل أجر معين، فهذه الشركات لها قوائم بريدية
تتجاوز أحيانًا خمسين مليونًا من العناوين البريدية، وبالاتفاق مع هذه
الشركات يمكن توصيل دعوة الإسلام إلى خمسين مليون مشترك بالإنترنت، وهذه
وسيلة جيدة إذا أحسن استخدامها، وقام بها علماء ذوي غيرة على الإسلام
ودعوته.
ينبغي لكل مسلم مستخدم للإنترنت، مهموم بهَمِّ
الدعوة، أن يكون له أثر في نشر الخير ولا يكون سلبيًا لا يُعطي لدينه
شيئًا، ولو بالدلالة على الأفكار الدعوية، وإرسالها للمستخدمين عن طريق
أدوات الاتصال.