-
كشفت دراسة حديثة أن تناول بعض الأطعمة على رأسها اللحم والبطاطس والسمك والحبوب الكاملة يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الرئة بمعدل النصف بغض النظر عما إذا كان من يتناولون هذه الأطعمة مدخنون أم لا .
وفقاً للدراسات السابقة فإن ثمانية من عشرة حالات إصابة بسرطان الرئة تكون نتيجة التدخين ويعتبر التدخين السبب الأول في العالم الذي يؤدي للوفاة بسبب السرطان. اللافت للنظر أن كثيرون يقلعون عن التدخين لكن تظل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة لديهم مرتفعة وهنا يأتي دور النظام الغذائي في الوقاية من السرطان، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة الهيئة الطبية الأمريكية .
وقام باحثون من "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان" باكتشاف 900 شخص مصاب بسرطان الرئة من مجموع 500 ألف أوروبي تطوعوا لتتم إجراء دراسات عليهم من قبل "هيئة الأبحاث الأوروبية للسرطان والتغذية" وهي أكبر جهة في العالم متخصصة في دراسة العلاقة بين السرطان والتغذية، والتحق المتطوعون وهم من 10 دول أوروبية بالدراسة ما بين عامي 1992 و2000 .
قارن القائمون على الدراسة الـ900 مريض بالسرطان بـ1800 غير مصابين وأظهرت تحاليل الدم أن من ترتفع لديهم مستويات فيتامين (ب6) عن المتوسط تقل احتمالات إصابتهم بسرطان الرئة بمعدل النصف. من أهم الأطعمة الغنية بفيتامين (ب6) اللحوم والتونة والسالمون والبطاطس والموز، كما اتضح أن احتمالات الإصابة تقل أيضاً عند من ترتفع لديهم مستويات الحمض الأميني "ميثيونين" المتوفر في اللحوم والأسماك والحبوب .
على الرغم من النتائج التي توصلت إليها الدراسة وعلى الرغم من أن العلاقة بين نوع الطعام الذي يتم تناوله ومعدلات الإصابة بسرطان الرئة لا يمكن إنكارها إلا أنه حتى الآن لا يوجد ما يؤكد بشكل قاطع أن هذه الأطعمة هي السبب المباشر في عدم الإصابة بالسرطان كما قال بول برينان من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان .
حذر برينان من لجوء الناس لاستخدام المكملات الغذائية مثل الفيتامينات من أجل تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بدلاً من أن يتم الحصول على هذه الفيتامينات من الأطعمة المذكورة .
" لدينا العديد من التجارب السيئة مع المكملات الغذائية، منذ 20 عاماً تم إعطاء بيتا كاروتين beta-carotene لمرضى سرطان الرئة واتضح فيما بعد أنه تسبب في ارتفاع معدل الوفيات. لا أعتقد أنه سيتم الاستمرار في إعطاء المكملات الغذائية ."
أشارت دراسات سابقة أن نقص فيتامينات (ب) قد يزيد من مخاطر تدمير الحمض النووي وما ينتج عنه من تحولات أو طفرات جينية وانخفاض لمستوى فيتامينات (ب) أكثر شيوعاً في الدول الغربية .
ويعتزم الباحثون إجراء مزيد من الدراسات على السكان في قارة آسيا للتأكد من العلاقة بين النظام الغذائي والإصابة بالسرطان كما سيقومون تحديداً بالنظر في التأثير الجيني لفيتامين (ب6) مما سيوضح لو كانت العلاقة بين السرطان والطعام سببية .
يقول باولو فينيس من "امبريال كولدج" بلندن إن هناك اعتقاد شائع حتى قبل تلك الدراسة أن النظام الغذائي والتدخين هما العاملان الرئيسيان في احتمالات الإصابة بسرطان الرئة، "والآن جاءت هذه الدراسة لتؤكد العلاقة بين الطعام وسرطان الرئة ."